«ديب فيست 2025» يسلط الضوء على طموحات المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي
أكثر من 150 متحدثاً و120 شركة عارضة، وحضور يتجاوز الـ 50 ألفاً من دول العالم كافة في «ديب فيست 2025».


انطلقت فعاليات منصة ديب فيست لعام 2025 الخاصة بالذكاء الاصطناعي، يوم الأحد في العاصمة السعودية الرياض، وقد تضمنت عروضاً لروبوتات شبيهة بالبشر، وباندا وكلاباً آلية.
جهود حثيثة تقوم بها المملكة العربية السعودية لترسيخ مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث انطلقت هذه النسخة من مؤتمر ليب تحت شعار «نحو آفاق جديدة» يوم الأحد الموافق 9 فبراير، وتستمر حتى يوم غد الموافق 12 فبراير، في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات بملهم.
تولّت شركة تحالف تنظيم هذا المؤتمر بدعم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، حيث افتتح الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، مدير مركز المعلومات الوطني في «سدايا» منصة ديب فيست لعام 2025 الحالي.
ووصف الوقيت «ديب فيست 2025» بكونه منصة خاصة بالتكنولوجيا تتيح استشراف المستقبل بكل وضوح. كما تطرّق إلى التقدم الحاصل في المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى تقدم المملكة إلى المركز الرابع عشر في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي لعام 2024. كما نوّه الوقيت باستثمارات المملكة في الذكاء الاصطناعي، وتصدرها التصنيفات على صعيد دول الخليج في استراتيجية الذكاء الاصطناعي الحكومية والحوكمة.
وأضاف الوقيت: «نستكشف طوال أيام المؤتمر الأربعة طريقة المواءمة بين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي واللوائح التنظيمية والابتكار، ونتعرف إلى التغييرات النوعية التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي في قطاعات الرعاية الصحية، والرياضة، والحياة الحضرية، والمجتمع؛ فالذكاء الاصطناعي ليس أداة تكنولوجية فحسب، بل يُعد من الحلول المتكاملة لمواجهة التحديات وابتكار الفرص».
الروبوتات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في صدارة المشهد
اعتلى مارك رايبرت، مؤسس ومدير معهد الذكاء الاصطناعي رئيس شركة بوسطن دايناميكس، منصة «ديب فيست 2025» الرئيسة متحدثاً إلى الحضور؛ فقد عُرف رايبرت بتطوير الكلاب الآلية، واستعرض أمام الحضور مقطعاً مصوراً ممتعاً لأحدث إبداعاته من الكلاب الآلية التي كانت تؤدي حركات متنوعة، بما في ذلك رقص الباليه، والقفزات الخلفية، وحركات الباركور.
على الرغم من أن المشاهد في ذلك الفيديو المصوّر كانت مذهلة، إلا أن رايبرت خفّض من توقعات الحضور، قائلاً: «الروبوتات غبية، لا تختلف عن مقابض الأبواب؛ فالبشر العاديون يمكنهم تعلم طريقة تنفيذ عمل ميكانيكي في غضون 10 إلى 20 دقيقة، بينما تحتاج الروبوتات إلى فريق كامل من العلماء والمبرمجين لتنفيذ أبسط الأعمال والمهام».
وفي سياق حديثه عن تقدم عمل معهد الذكاء الاصطناعي الذي يرأسه رايبرت، والذي يتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي المعرفي، أوضح رايبرت أنه يهدف إلى تمكين الروبوتات من مراقبة المهام المعقدة وفَهْمها وتكرارها، كما بدد المخاوف بشأن مستقبل فوضوي يسوده الذكاء الاصطناعي، وأضاف: «لا أتخيل حدوث مستقبل تسيطر فيه الروبوتات على العالم، بل ستستمر حياتنا على النحو الذي كانت عليه طوال الأعوام الخمسمائة الماضية. لذلك أنصحكم بالتريث وعدم الانسياق وراء الضجة المثارة حول الموضوع».
على صعيد آخر، عرضت شركة كيو إس إس روبوتكس أجهزة تحضير القهوة الآلية، وروبوتات حاملة للأغراض، وطائرات درونز، في حين استعرضت شركة يو بي تِك الروبوت «والكر»، وهو روبوت خدمي شبيه بالباندا.
أما رئيس شركة سوني أيه آي، مايكل سبرانجر، فقد ناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتنوع والإبداع في هذا المجال، وقال: «ربما تظنون بأن سوني هي شركة للأجهزة الإلكترونية وحسب؛ نحن اليوم نُعد شركة ترفيهية»، وأشار إلى أن قطاع الموسيقى والأفلام والألعاب يشكل نحو 60% من إيرادات الشركة.
كما استعرض سبرانجر دور تدابير التنوع المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في زيادة تمثيل فئات المجتمع في وسائل الإعلام، والقضاء على التحيزات في نماذج الذكاء الاصطناعي.
وتطرّق سبرانجر إلى «صوفي» في لعبة «غران توريسمو»، وهي سائقة خارقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي أتقنت اللعبة كلها، وأصبحت في الوقت الراهن تدرب أفضل سائقي الألعاب الإلكترونية، وفي هذا الصدد يقول سبرانجر: «الذكاء الاصطناعي يساعد المبدعين في تطوير ألعاب وموسيقى وصور بجودة أكبر.. لقد أصبحت صوفي الآن جزءاً من لعبة غران توريسمو؛ فهي مفيدة لعشاق السباقات حول العالم».
الذكاء الاصطناعي في السعودية.. استثمارات وآفاق نمو واعدة
أشارت أنابيل ماندر، نائب الرئيس التنفيذي في شركة تحالف، إلى الدور المحوري للمؤتمر ضمن خريطة طريق الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، وأضافت: «عزز ديب فيست 2025 دور الذكاء الاصطناعي المحوري في بلورة مستقبل التكنولوجيا. وتُعقد هذه المنصة بالتزامن مع مؤتمر ليب 2025 الذي أُعلن مع انطلاقته عن استثمارات محلية وعالمية بقيمة 14,9 مليار دولار أميركي. لقد أصبحت «ديب فيست» منصة حيوية للقادة العالميين والمبتكرين لاستكشاف إمكانات وقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث نقلات نوعية».